Osman Naway Post

Osman Naway Post
لكل الكتاب وخاصة الشباب ارحب بنشر مقالاتكم على المدونة فقط راسلونى على الايميل nawayosman@gmail.com

الخميس، مارس 22، 2012

سيد الخطيب يكتب : الى صاحب الانتباهة فى غفلتة

السودانى -خمس سنوات- بل أكثر- وصاحب (الانتباهة) و(المنبر) يرجف باتفاقية السلام الشامل، ويهتف بسبها ويرميها بنعوت لا تصدر إلا عن شخصٍ السبُّ غاية علمه، على كونه لا يأتي منه إلا ما هو متاح مبذول على قارعة الطريق لشاتم حانق من عامة الناس وسوقتهم لا منبر له ولم ينتبه بعد، النوع الذي قد ينتجه باطن نائم موغل في نومه بينه وبين الانتباه درجات من الوعي لا يدركها بله أن يهم بقطعها ماشياً أو راكباً أو مسحوباً على حصبائها سحباً.. ولكنه لا ينتقدها- فعلَ العارف- أو يتبينها- شأن العاقل-أو يصدر فيها عن بصيرة كما يحاول من يرى نفسه مسؤولاً عن عواقب ما يقول ويفعل.. ويسب كذلك من (جناها) بحسب رأيه فيها، واستخدم كلمة (رأي) هنا استخداماً غير دقيق..
عفواً هو لا يسبهم كلهم أجمعين، بل يتخير منهم من يرى سبَّه غير ذي تبعة، من يتملكه إزاءهم غيظ يأكل قلبه ويحرمه لذيذ المنام (قوله هذا، وسنأتي عليه إن شاء الله) وحتى تصفو له متعة سب هؤلاء شفاءً لغيظ لا يُعلم سببه فهو يجعلها صنيعهم وحدهم، ويداهن الباقين، والباقون هم كثرة كاثرة، إما صراحة- مرات قليلة، وإما ضمناً، وإما سراً، وسلني أيها القارئ عن إطلاعي على سر هذا الشاتم وسأخبرك إذا تيسر لنا بحول الله مواصلة هذا الحديث..

ولقد صرفت انتباهي صرفاً عن هذا الشاتم كل هذه السنوات رغم أني كنت هدف سبه الأول طيلة حملته هذه التي استمرت كل هذه الأعوام ومعي في أغلب الأحوال إدريس محمد عبد القادر، ومرات أخر ربما مطرف صديق ويحيى حسين.. لم أعبأ به لأسباب وجيهة في نظري، كان أولها أن جهله عليّ لم يتعد مستوى الشتم إلى أي شيء يمكن أن يسمى مناظرة أو مناصحة أو نقداً أو حتى نقاشاً مما يحسنه ويتدرب عليه صغار الآخذين بمسالك الفكر والسياسة، بل ظل شتماً وحسب، ولأنه يكتب كما يخطر له بدون تأمل فقد عرفت منذ بدء حملته عليّ وعلى هؤلاء النفر أنه لا شيء وراء هذا الهتر غير الغيظ، والشنآن، وهو غارق في حمأته حتى عمامته، وحتى شنآته وغيظه هذا يستعير جزءاً كبيراً منهما من بعض من أملى عليه ووسوس في أذنه وحرضه، فاعجب إن شئت لرجل يستعير حتى الغضب والانفعال.
ولم أعبأ أيضاً لأن أمر اتفاق السلام هو أمر الوطن كله، فانتظرت المعنيين في الدولة والحزب أن يتصدوا بالتوضيح، إزاء سوء الفهم وسوء القصد. ورابني من المؤتمر الوطني صمت طويل، غير حكيم وغير جميل وكأن مقولة صاحب (الانتباهة) التي بدأ بها حملته الخرقاء تلك صحيحة، ومقولته قائمة على أن اتفاقية السلام أو (نيفاشا) كما يسميها هي صنع من سبق أن ذكرت أسماءهم، وكان أول أمره يحمِّل (وزرها) لنائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، ومعه هؤلاء، ثم اقتصر بعد فترة على وفد التفاوض بعد أن اختزله فيّ وفي إدريس، ولصمت المؤتمر الوطني هذا علاقة بالوسوسة والتحريض اللذين أشرت إليهما، وكنا نعرف في بدايات عهد السلام من تمنّى له الفشل لأسباب شخصية، ثم نعرف من بدأ منذ اللحظة الأولى حملة حدها الأدنى أن تستمر الأمور وكأن اتفاق السلام نفسه لم يكن.. أن تظل الأمور، خصوصاً في معمار السلطة، كما كانت.. وفي حبل هؤلاء كان يحتطب صاحب (الانتباهة) بل أن انتباهته نفسها ومنبره من ثمار ذلك العقد الذي قام على أن اتفاق السلام فصل آخر في مسرحية مستمرة الفصول. ولك أن تسألني: لم قررت أن تكتب الآن؟..
والإجابة هي أن الحملة الشريرة المتذرعة بالتدليس والمداهنة والاستعداء المفضوح قد تجاوزت قدرها مؤخراً.. ولا أقصد هنا أن نبرة السباب قد ارتفعت جداً فحسب، بل أعني أنها بعد أن صار الانفصال واقعاً، وبالرغم من أن الانفصال كان أمنية لهؤلاء لدرجة أنهم (كرّموا) له، إلا أنهم- عن طريق منبر (الانتباهة) غذوا أولاً مشاعر مرارة  (مع أنهم يجب أن يشعروا بالفرح) عامة وبعد ذلك لعبوا عليها بغاية أن تكون العلاقات بين السودانيْن أسوأ ما تكون. وأحد أهم ميادين هذه اللعبة في نظرهم هو اتفاقية السلام مرة أخرى.. ومع أن يقيني بأن نظرة عامة أهل الوطن نحو الاتفاق والسلام لم يتغير جوهرها، إلا أن بعض الدوائر تأثرت بهذا الهتر الذي أحل المرارة والرغبة في الاشتفاء عن طريق (الردح) محل العزيمة الصادقة على جعل انفصال السودانيْن بداية جديدة لكليهما تثمر عافية ونمواً حراً من وقر الاحتراب والعداء، وتبادلاً- بالعقل- للمصالح، وسداً- بالتراضي- لأبواب النزاع أن يتجدد.
الغريب أن هذه الدوائر التي أشرت إليها ليست هي عامة السودانيين، بل إنها دوائر متداخلة قريبة من السلطة ومن المعارضة، مدفوع بعضها بالطمع أن تكون البداية الجديدة تركة لها، وبعضها بالخوف من المجهول= دعنا الآن نقتصر على كونه خوفاً من المجهول فقط= وبعضها بدافع الانتقام أو التشفي، فالمرارة نفسها تتحول من حالة ساذجة ساهمت (الانتباهة) المتناقضة مع نفسها في صنعها، إلى دافع وإلى مبدأ، ولذلك أنت واجدٌ بقراءتك لسباب (الانتباهة) خصوصاً ما يصدر عن صاحبها نفسه محاولة محمومة لتصوير المرارة مبدءاً، وسوء الخطاب حقاً، والتطاول مكرمةً، والقول اللئيم خلقاً حسناً، والصياح والصخب والجعظرية شجاعة، والمخرقة وادعاء المعرفة بأشياء خفية لا دليل عليها، ذكاءً وفهماً وعبقرية.
كل هذا موجود بأدلته الوافرة في (الانتباهة) وسنعرضها ولن يملك كتبتها إنكارها، ولكنهم يملكون أن يلوموا عليها من أملاها عليهم رغم أن هذا من الضعف بحيث أنه لا يبرئ ذمة صاحب قلم يحترم نفسه أو يرعى حرمة للحقيقة، أو يحترز لعواقب ما يقول.
فالسبب الذي يدعوني للكتابة الآن هو جلاء الحقيقة عن اتفاقية السلام وما أعقبها من تفاوض لإرساء العلاقات بين السودانيْن على أساسه- أي السلام- المتين، رغم أن تخبيل (الانتباهة) لم يجز على شعب السودان المنتبه أصلاً، ولكن لأن الدوائر التي أشرت إليها تحتاجه، ولعلنا إذا صدقت نواياهم أن نستفز بعضهم لإخراج ما عنده سافراً تحت الشمس، أو لعلنا نذكّر-لا أقول نقنع- بعضهم بما عندنا، والذكرى نافعة للمؤمنين يا هذا فانتبه.. أما الذين إذا قيل لهم اتقوا الله أخذتهم العزة بالإثم فلا رجاء في صلاحهم ولكن عسى أن يرتدعوا عن سعيهم للفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل.
هذا هو السبب، وما زالت هناك معضلة وهي أن معظم ما يهرف به صاحب (الانتباهة) هو زبد صرف ليس فيه لا حلية ولا متاع فماذا أناقش؟!! ومنذا أناقش؟
بعد تأمل رأيت أن نتخذ من عنواناته العامة بداية، ونحسن الظن أن هناك قناعات وراء الصخب نحاول أن نحررها من وحل السب ثم نناقشها.. نعم ليس هناك حل غير هذا، وربما أجتهد بعض الاجتهاد في دراسة هذه الظاهرة التي تسمى الطيب مصطفى.. لم لا وقد صار له منبر وصحيفة، وأتباع يتركون الجد الذي أفنوا فيه سنوات طوالاً ليمالئوه على هزل لئيم يسميه بياناً.. بيان نبغ فيه فجأة، لا أعلم من أي غرانيق يستلهمه.. وأعلم أيها القارئ- ولك عليّ حق أنا راعيه إن شاء الله- أنني لا أرى مجادلة هذا الإنسان لائقة بي، ولم أسع لها، ورب شخص تجادله فتخرج منه بفوائد جمة، أما صاحب (الانتباهة) فلا أمل عندي في أن يرعوي أو يفيد أو يستفيد، ولكني متوجه بهذا الجهد إليك، وإلى نفر من الفضلاء ممن استتبعهم وهم تحت سلطان سلامة طويتهم وحسن ظنهم، فعسى بعض هؤلاء أن يربأ بنفسه عن هذا الاستتباع، أما سبيل المجادلة التي تسلكها (الانتباهة)، وأركانها الثلاثة أو الأربعة، فهي سبيل لا يحب ذو عقل أن يماشيهم فيها، والجلبة التي يحدثونها كل يوم لغو- على أحسن الفروض- خير لي ولك أن نمر به كراماً.. وعزيف عفاريت- على أسوأ الفروض- تنزه عنه أذنيك وتفزع منه إلى الذكر.
وإلى الوارد القادم بإذن الله.

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لك سيدي على تبيين الحقيقة للناس وأنتم أدرى بها،لوتعلم صاحبكم سبل الكتابة من مقالكم هذا لكفيتم

    ردحذف