Osman Naway Post

Osman Naway Post
لكل الكتاب وخاصة الشباب ارحب بنشر مقالاتكم على المدونة فقط راسلونى على الايميل nawayosman@gmail.com

الأربعاء، مارس 21، 2012

وداعا ايها المسلمون

وداعا ايها المسلمون 14/03/2012 20:37:23

أقدم نفسى بأننى من جبال النوبة ، نشأت فى أسرة مسلمة وورثت منها الدين الاسلامى الذى صاغ حياتى فيما بعد لأعيش حياة المسلمين من صلاة وصوم وأعياد مؤديا سائر شعائر المسلمين الى ان تجاوزت العقد الثالث ، مرت على الكثير من الاحداث المفرحة منها والمحزنة ، ولكن ثمة نفور كنت الاحظها من بعض المسلمين السودانيين وحتى فى المساجد احيانا كنت الاحظ ان بعضهم يمارس نوع من التعالى الغير مبرر ، ولكن كنت اقنع نفسى دائما ان المشكلة تعود الى الخلفية الثقافية التى اتيت منها ، وربما يكون ذلك السلوك طبيعى بين المسلمين الشماليين ، كنت احيانا اسمع كلمات عنصرية ، واحيانا غلظة بلا سبب وجيه ، كنت اسمع من كبار السن قصصا كثيرة اكثرها سلبية عن المسلمين ، ولكننى كالعادة لا اصدر حكما على حكايات الاخرين دون الوقوف على التجربة بنفسى ، كنت مقتنع تماما ان المسلمين سواسية كاسنان المشط مثلما تعلمتها فى المدارس وسمعت الكثير مما يطمئن فى المساجد ، ولكن شيئا فشيئا بدات الاحظ عنصرية متجذرة وسط المسلمين قائم على الاساس اللونى والقبلى عرفت ان المسلمين ليسوا سواسية ولا كاسنان المشط . حينها بدات اعيد التفكير فيما كان يرويها كبار السن واصبحت مثلهم وقررت كغيرى من النوبة معايشة الواقع وتحمله كما هو.

ولاننى لا اتمتع باى آفاق سياسية فقد شاركت مع غيرى فى انتخابات جنوب كردفان ، وصوتت لاحمد هارون واليا لجنوب كردفان لاننى التقيت به مرتان او ثلاث ، كما صوتت لبعض مرشحى الحركة الشعيبية لاننى اعرفهم معرفة شخصية ، ثم حدث ما حدث واندلع القتال داخل مدينة كادقلى ، وشاهدت القتل العشوائى ، والذبح ، والنزوج ، وحرق المنازل وسرقتها بواسطة المسلمين ، مسلمين لاننى اعرفهم واستمرت العملية لعدة ايام ، والاسوأ اننى رأيت رئيس المؤتمر الوطنى بكادقلى يطلق عليه النار فيموت بيد الجيش . ومنذ ذلك الحين تعرضت للكثير من الاعتقالات والمضايقات فى نقاط التفتيش فى كل مكان من جنوب كردفان ، رأيت امرأة مسنة تحمل اناءا فخاريا على رأسها يقتادها جندى واضعا فوهة السلاح على ظهرها ، ويضربها بالشلوت .
رأيت جنودا يطاردون طفلة بمرحلة الاساس وهى تجرى بين الاشجار وهم خلفها ، ولا اعرف ماذا فعلو بها.
بدات اعيد النظر فى برنامج ساحات الفداء التى كنا نحرص على متابعها وكنا نظن انهم يخوضون حربا على الكفار فكم من الدماء البريئة ازهقت فى ذلك الوقت وكم انتهكت من اعراض لم يتم الكشف عنها
شاهدت الفلم الاخير الذى صوره الامريكى فى مناطق الحرب بجبال النوبة ، رأيت كيف كانوا يتحدثون عن الجوع ، وعن الذبح ، وكيف يختبئون فى المغارات والكهوف خوفا من قتل المسلمين .
وصلت الى القناعة التى كنت اغالبها طول حياتى ... ماذا اريد من هذا الدين ؟ ومن معتنقيه ؟ فلا آمن شرهم ، ولا آمن حقدهم ، ولا اسلم من عنصريتهم ، فلم الانتظار؟
الان اعلن التخلى التام عن الدين الاسلامى ومن شعائره و****اداته والتزاماته دون رجعة . وعلى من يريدون تقديم النصح لى بغرض التراجع الا يضيعوا جهدهم سدى ، وليوجهوا نصائحهم وخطبهم وافتاءاتهم الى المسلمين الذين يقتلون المسلمين فى جبال النوبة ، الى المسلمين الذين يقتلون النساء ويطاردون ويغتصبون تلميذات مرحلة الاساس ، والى المسلمين الذين يمنعون المساعدات عن جبال النوبة ، واؤكد لكم اننى لن انخدع بالخطابات المطلية المضللة الذى يجيدها مسلمى السودان.
والتزم التزاما شخصيا بعدم الاساءة للاسلام ولا شعائر المسلمين ولا مقدساتهم ، فيجب الا يهمنى امرهم بعد اليوم . وهذه ****ارة عن خطبة وداع للاسلام والمسلمين لنلتقى فقط معهم فى اطار القانون وحقوق وواجبات المواطنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق