تتعالى في هذه الايام الاصوات التى عودتنا على نشازها من كبار مسؤلينا داعية الى الحرب والتعبئة وتجهيز العدة والعتاد، لقتال من كانوا بالأمس حليفا أساسياً لهم، رسموا معهم أسساً لأتفاقية يعلم البعيد قبل القريب ما ستؤدى اليه من انفصال ،هذه التحريضات للحرب ستؤدى مما لاشك فيه الى جر البلاد الى دمار وخراب لم نتعافى من اثاره الماضية، وكالعادة درجت الحكومة على لسان كبار مسؤليها فى المغالاة في هذه التعبئة، وربطها في غالب الاحيان بالنزعة الدينية التى لم تعد تقنع أحداً، وبالتالى يرتبط في اذهاننا سؤال برئ اين قواتنا المسلحة التى قمتم بتسيسها على مدى طيلة فترة حكمكم، ولكن درجت حكومتنا دوماً على ربط عمل هذه القوات المسلحة بالخلايا العسكرية المصنوعة تحت مسميات مختلفة وجعلها الراعى الرسمى لهذه القوات، مما ادى الى اعطاء هذه المجموعات شكلاً وجسماً سلطوىاً متمدداً.
معلوم بان التاريخ لا يعيد نفسه بنفس الصورة والشكل، ولا يمكن ان تكون للذين يجندون انفسهم في هذه المعسكرات التى اعلن عنها في الخرطوم او غيرها من المناطق، لا يمكن لهؤلاء المنتسبون من غير اصحاب الولاء الزائف والمصالح الزائلة، ان تكون لديهم قناعات تامة وهم يرون تقلب السياسات بأم أعينهم بالقتال او الجهاد حسب التسمية الحكومية ، كيف لا وقد ظل شيخهم على مدى طيلة حكمه يدعى بان الحرب دينية وفى احايين اخري سياسية تبعاً لأرضاء العالم الخارجى الذى مازالوا يدعون عدم اهتمامهم به، ألا يجد النائب الاول حرجا في اعتماده لإدارة مثل هذه التعبئة وهو الذى يعتبر نفسه مؤسساً أوقف حرباً طويلة، ألا يجد اى مسئول صغيراً او كبيراً حرجاً في دفع ذوى الحظ العاثر في تلك المعسكرات وهو يعلم تمام العلم بان محن العيش لم تترك لهم قوة للتغلب على ضغوط الحياة.
هذا العدو المتربص كما يحلو لحكامنا وصفه بأنه سيدخل ديارنا ويستبيحها، لا يقنع أى منا فدولة الجنوب قطعاً لا تبحث عن حرب وهى في بداية مولدها بقدر بحثها عن موضع قدم في هذا العالم ذو السياسات المتضاربة، وحتى اذا كانت هى البادئة لماذا نتركها تجرنا الى مربع تخلصنا منه بدفع ثمناً غالياً هو اقتطاع جزء عزيز من وطننا في وقت نعانى فيه الأزمات الاقتصادية وشظف العيش.
د. معتز محمد أحمد/ المملكة العربية السعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق