Osman Naway Post

Osman Naway Post
لكل الكتاب وخاصة الشباب ارحب بنشر مقالاتكم على المدونة فقط راسلونى على الايميل nawayosman@gmail.com

الثلاثاء، أبريل 24، 2012

السلام في السودان

يبدو السودان في هذه الأيام وكأنه يقف على مفترق طرق، فنذر الحرب تتزايد، وأسباب التوتر في تصاعد، ومساحة الحوار تتقلص. والسبب في ذلك غياب الثقة بين مكونات المشهد السوداني بشقيه دولة جنوب السودان وجمهورية السودان.
والحق أن الاتفاق الذي أفضى إلى استقلال جنوب السودان شكل واحدة من أهم المصالحات في القرن الجديد، نظراً للواقعية التي تضمنها، والتي كان من شأنها تحويل بؤرة الصراع إلى مصدر قوة لكلا البلدين. ولكن يبدو أن مسار الأحداث يسير باتجاه آخر. والسبب في ذلك يعود إلى غياب الثقة وعدم وجود برنامج محدد للتفاوض يمكن من خلاله حل جميع القضايا العالقة.
بالإضافة إلى هذا وذاك التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين، فمن غير المقبول لدى الخرطوم أن تدعم جوبا الفصائل العسكرية المعارضة التي تشن حرب عصابات في أكثر من جبهة، وكذلك من غير المقبول لدى جوبا ان تتحدث القيادة السودانية عن تغيير نظام الحكم أو غير ذلك.. لأن العلاقات المستقرة تستند على شرط أساسي وهو عدم التدخل في شؤون الغير.

ومن شأن التصعيد المتبادل أن يقود إلى حرب لا يعلم سوى الله نتائجها ومآلاتها، ولذلك لابد من مبادرة مصالحة تاريخية تشرف عليها منظمة إقليمية تحظى باحترام الطرفين، يتم من خلالها وضع بروتوكول تفاهم تدرج فيه جميع القضايا الإشكالية، ومواعيد زمنية لحلها عن طريق التفاوض وإن لم تفض المفاوضات إلى نتائج فاللجوء إلى التحكيم الدولي الذي يضمن الوصول إلى العدالة وفق الأدلة والقرائن التي يمتلكها أي طرف.
وقد انقسمت دول كثيرة في القرن الماضي إلى دولتين أو أكثر، وخصوصاً في أوروبا الشرقية والبلقان، وتبين بعد طول الحروب وأنهار الدماء، أن طريق التفاهم والتعاون والتكامل هو الطريق المجدي، وأن الحروب والشحن الطائفي والعرقي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الكوارث والبلايا.
معادلة السلام في السودان بسيطة، ويعرفها طرفا النزاع، والمطلوب فقط توفر النوايا الطيبة والعمل المخلص للخروج من هذه الدوامة التي لا تبقي ولا تذر، فالسودان دفع الكثير من طاقاته ودمائه على هذه الحروب وآن له أن يرتاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق