February 20, 2012
كشف ريان بويتي ( Ryan Boyette) عن المأساة الانسانية في جبال النوبة .
وريان بويتي ناشط مدني أمريكي كان
يعمل سابقاً في المعونة الامريكية ، وبعد اندلاع الحرب في جبال النوبة
يونيو 2011 ، رفض المغادرة وقرر مشاركة النوبة مأساتهم وأقام في مدينة
كاودا .
وفي مقابلة مع ( اليرت نت ) 15 فبراير قال ريان انه شاهد في زيارته لمنطقة برام الناس يأكلون ( صفق) الأشجار .
كما رأى حوالي ألف من النازحين
يقيمون في كهوف احد الجبال ، حيث تلد النساء على الصخور . وقال انهم لا
يملكون أي شئ على الاطلاق . ليس لديهم صابون لغسيل أجسادهم ، أو لغسل
أطباقهم . وليس لديهم سوى الملابس التي يرتدونها .
وقال انه لا يتصور تحسن الأوضاع
اذا تم تقديم الاغاثة عبر حكومة الشمال ، لانها في الحرب السابقة استخدمت
الاغاثة لتجميع السكان في المناطق التي تريدها ، حيث مورست معظم عمليات
الاغتصاب والتعذيب والضرب .
وقال انه إذا لم يحدث تغيير جذري
وتمثيل حقيقي للشعب فان الحرب ستستمر لفترة طويلة ، فالأطفال لم يعودوا
يغنون الاغنيات العادية ، يتحدثون عن طائرات الانتنوف ، بل ويغنون اغنية
تقول ( ما الخطأ في النوبة كي يقتلنا عمر البشير ، ماذا فعل النوبة؟!) ،
وأضاف ان أجيالاً جديدة من أطفال النوبة ستكبر وهي مملوءة بكراهية هذا
النظام .
( نص الحوار أدناه) :
ماذا يأكل السكان في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في جبال النوبة ؟
هناك بعض المجموعات التي زرعت في موسم الأمطار واستطاعت حصاد كميات معقولة إلى حد ما لان المواجهة ليست قريبة جدا من مناطقها .
ولكن المناطق الأخرى تضررت بشدة .
ويمكن القول ان محلية برام – في جنوب ولاية جنوب كردفان – هي الأسوأ
تضرراً . ولا تزال تقصف في كل يوم . لقد كنت هناك الأسبوع الماضي .
يتشارك الناس الطعام الذي يجدوه . وليس هناك خيارات . الدخن بصورة أساسية . ولهذا يعانون من سوء التغذية .
في بعض المناطق يأكلون الأطعمة البرية . وفي برام يجمعون (صفق) الأشجار القابلة للأكل . ويجمعون التوت .
واذا حدثت مجاعة فستضرب بسرعة وبشدة . لن ترى المجاعة تتصاعد تدريجياً بسبب نهج السكان في المشاركة .
زرت مؤخراً أحد الجبال حيث يعيش
ألف من النازحين ، غالبيتهم الساحقة من النساء والأطفال . لا يملكون أي شئ
على الاطلاق . وكانوا هناك لشهرين ، يعيشون حرفياً تحت الصخور ، في كهوف .
والنساء يلدن على هذه الصخور .
انهم مرضى . ولا
يملكون صابون لغسيل ملابسهم ، أو لغسل أطفالهم ، أو لغسل أجسادهم ، أو غسل
أطباقهم . وليس لديهم سوى الملابس التي يرتدونها .
سألتهم لماذا لا يذهبون إلى ييديا
( معسكر لاجئين عبر الحدود في جنوب السودان) ، فاجابوا : ( لا نعرف ذلك
المكان . لقد عشنا هنا طيلة حياتنا من الأفضل لنا ان نموت هنا بدلاً من
الذهاب إلى مكان آخر والموت به) .
لديهم قدرة عالية على الصمود ، ولا يريدون الذهاب .
هل هناك اية معونات تصل إلى جبال النوبة ؟
بعد بداية الحرب مباشرة ، كانت
هناك مساعدات قليلة تأتي . لكنها كانت مجرد قطرة ونفدت سريعاً . اعتقد ان
هناك تهديدات من حكومة الشمال .
هل يمكن ان تتحسن الأوضاع اذا سمحت الخرطوم لمنظمات الاغاثة الدولية بتقديم المساعدات ؟
حتى إذا فعلت ، لا اعتقد ان الامر
سينجح . في الحرب السابقة أقامت حكومة الشمال ( معسكرات السلام) ،
للنازحين في جبال النوبة . كانوا يتضورون جوعاً . وقدمت المنظمات غير
الحكومية المساعدات عبر الشمال . واستخدمت حكومة الشمال المساعدات لجعل
السكان يأتون إلى المناطق التي تسيطر عليها . وهناك حدثت معظم عمليات
الاغتصاب والتعذيب والضرب في الحرب السابقة. ولذا لا اعتقد ان النوبة
سيقبلون بذلك .
لا اعتقد انهم سيثقون بمثل هذه العملية ،من السماح للاغاثة بالمرور عبر الشمال .
ما لم يحدث تغيير جذري ، وتمثيل حقيقي للشعب ، اعتقد ان الحرب ستستمر لفترة طويلة .
هنا أطفال قلائل يغنون الاغنيات .
يتحدثون عن كيف تأتي طائرات الانتنوف لقصفهم ، حتى ان هناك أغنية تقول (
ما الخطا في النوبة كي يقتلنا عمر البشير، ماذا فعل النوبة ؟) .
ما لم يحدث تغيير كبير ، فان أجيالاً جديدة من الأطفال ستكبر وهي مملوءة بكراهية هذا النظام .
(تحرير جولي مولنز- ترجمة حريات) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق