Osman Naway Post

Osman Naway Post
لكل الكتاب وخاصة الشباب ارحب بنشر مقالاتكم على المدونة فقط راسلونى على الايميل nawayosman@gmail.com

الأربعاء، أبريل 25، 2012

تحالف المعارضة هل يتجاوز مرحلة «الرُكب» المرتجفة ؟


الصحافة : تقرير: عباس محمد إبراهيم: ربما بدا التباين الأخير داخل صفوف فصائل المعارضة غير مدهش ، دوافع الأمر تقودها حالة الارتباك الظاهر للقوي المعارضة بالبلاد ففي انتخابات ابريل قبل عامين من الان، توقع مراقبون للمشهد ان يمضي المعارضون خلف مرشح رئاسي متفق حوله ويحكموا التنسيق في الدوائر الجغرافية للبرلمانات الولائية والمجلس الوطني وهو ما لم يحدث، ليدفع كل حزب بمرشحه داخل حلبة التنافس الرئاسي ومضمار الوصول إلي المجالس التشريعية، قبل إعلان المقاطعة التي التقى عندها الكثيرون وامتنع آخرون دون إحراز نتائج تذكر، وما بعد الانتخابات تلفتت القوى المعارضة لتبحث عن بدائل تطرحها عقب اتفاقها حول عدم شرعية ما افرزه الاستحقاق الانتخابي لتذهب الى مؤتمر جوبا تاركة خلفها تناقضاتها في الخرطوم، لكنها بعدما عادت انقسمت مرة اخري على مخرجات جوبا، كل هذا الحراك لم يجد ادني التفاتة من قبل الحزب الحاكم، فكان للمعارضة كرت اخر لوحت به وهو شعار إسقاط النظام، لكن هل تحالف قوي الاجماع الوطني يرغب في الاطاحة بالحكومة فعلا؟ ام يسعي لاحداث بعض الاصلاحات داخل اروقتها تمكنه من مشاركة فاعلة؟.
«1»
المراقبون للحراك السياسي بالبلاد يعتبرون ان المعارضة لا تمتلك المحرك الدافع لاحداث التغيير ويستشهدون بحالات التصعيد التي تعتريها، مشيرين الي انها ليست مدروسة وفقا لاستراتيجيات موضوعة باحكام وانما تصنعها الصدف وحتي الاخطاء التي تقع فيها الحكومة تأتي ردة فعل المعارضين دون الحدث، ولكي نستكشف محركات المعارضة وقوة دفعها علينا العودة الي الوراء قليلا تحديدا مطلع العام المنصرم عندما انتظمت المدن العربية الكبري خلف مطلب التغيير وقامت الجماهير بمحاصرة الأنظمة الباطشة في مصر وتونس وليبيا، بجانب اليمن وسوريا اللتين التحقتا بتيار التغيير، رفعت المعارضة السودانية شعاره القديم الداعي لإسقاط نظام المؤتمر الوطني الحاكم منذ صبيحة 30 يونيو 1989م بعد انقلابه علي الحكم النيابي الديمقراطي، لكن الحزب الحاكم لم يحرك ساكنا وتجاهل المطالب المرفوعة من قبل المعارضة وطالبها بالعمل علي اسقاطه متحديا قدرتها علي ذلك، حينها وجهت المعارضة دعوات متعددة للخروج للشارع ، لتعود وتعلن عن الغائها بدعاوي عدم التصديق لها بالتظاهر، الباحث السياسي منتصر إبراهيم الزين في حديثه أمس لـ»الصحافة» يعتبر ضرورة توفر العزيمة والاصرار لدي القوي المعارضة هي الحلقة الغائبة قبل ان يشير الي ان إسقاط النظام له عوامل مساعدة يمكن ان تدفع بالمعارضة الي الواجهة باعتبار ان النظام السياسي القائم منذ الاستقلال بالبلاد لم تسقطه المعارضة ولكن هناك قوي شعبية هي التي تطيح بالحكومات نتيجة لظروف محددة «اكتوبر ابريل»،ويري الزين ان المعارضة بوضعها الحالي لا تستطيع احداث التغيير عبر شعار اسقاط النظام لعدم امتلاكها للبرنامج السياسي البديل ومقاسمتها الافلاس السياسي الذي يعتري الحكومة، لكنه رجح حال عدم طرح طريق ثالث من قبل الطرفين يمكن ان يؤدي الامر الي سقوط النظام وانهياره داخليا مما يفتح الابواب امام سيناريو الفوضي بسبب الفراغ الذي من المتوقع حدوثه لغياب رجال الدولة القادرين علي التصدي للتحديات كما حدث في دول المنطقة التي تعاني من ذات الصراع بجانب الخصوصية التي يشهدها واقع البلاد المعقد، حديث الزين يقابله حديث اخر لرئيس هيئة تحالف قوي الاجماع فاروق ابوعيسى نقلته «الصحافة» قبل اسبوعين اكد فيه الرجل امتلاكهم لبرنامج بديل يمكن تنفيذه غداة اليوم التالي لسقوط الحكومة، واضاف ابوعيسى في المقابلة ان التحالف ماضي لمناقشة اوراق تنظيمية لضبط هياكله وتنفيذ برنامجه المطروح،ذات الحديث كرره ممثل المؤتمر الشعبي كمال عمر الذي اشار اكثر من مرة خلال الثلاثة اشهر المنصرمة عن قربهم للتوقيع علي ميثاق وبرنامج سياسي وهيكلة الجسم المناوئ للنظام، لكن يبدو ان الخلافات حول الرؤي التي عكفت علي صيغتها لجنة السبعة لن تري النور قريبا، فالمعارضة التي تضع الضائقة المعيشية والفساد عوامل رئيسية للتدليل علي فشل النظام الحاكم وضرورة ازاحته، واتخاذها وسائل لتعبئة الجماهير ودفعهم لمحاصرة النظام، ان محدثي السابق منتصر ابراهيم الزين وسائل اعتبرها عاجزة عن خلق خطاب ومشروع سياسي قادر علي احتواء أزمات البلاد مستبعدا ان تكون الضائقة المعيشية والفساد المتطاول في بنية الدولة احدى الوسائل الناجعة لتعبئة الجماهير حتي التعبئة العسكرية مستبعدة كفرضية، ويشير الي ان الدالة المفقودة التي يمكن ان يلتف حولها الجميع هي السلام حال التزمت به القوي المعارضة يمكن ان يصطف خلفها الجمهور باعتبار ان الحروب الدائرة في انحاء البلاد واقاليمه «جنوب كردفان النيل الازرق دارفور» يمكن ان تكون محل اتفاق بين جميع الاطراف.
ويقول الزين ان القوي السياسية راغبة في اسقاط النظام لكنها فاقدة للعزيمة والقوة الدافعة والاصرار وعليها ان كانت راغبة في التغيير تجاوز مرحلة «الركب المرتجفة» وامتلاك العزيمة وعدم التدثر خلف انعدام الحريات باعتبار ان الامر ينتزع ولا يمنح.
«2»
ما يبين عمق الارتباك داخل صفوف منظومة المعارضة ليس، مخرجات خطابها السياسي المكرر ومطالبها التي لا تجد من يلتفت لها من قبل الحزب الحاكم فقط، في يناير المنصرم اعلن التحالف عن نيته مناقشة اوراق سياسية وتنظيمية ليبدأ بعدها التصعيد ومحاصرة النظام، لكن ذلك الاجتماع الرئاسي لم يلتئم الي اليوم، مستور أحمد محمد عضو هيئة التحالف ممثل المؤتمر السوداني يرد التأخير بسبب عدم توافق الرؤي بين الاحزاب واختلافها حول طريقة التعامل مع النظام، وهو ما يمكن التوقف عنده بلا عنت فالمتتبع لتصريحات القيادات المعارضة لا يفوته ذلك لنتمعن حديث زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي امام ملتقي شباب حزبه قبل نحو شهر ويزيد فالمهدي اعاد علي المحتشدين من شباب حزبه دعوته لإصلاح النظام الحاكم بدلا عن المناداة بإسقاطه، لكن المهدي نفسه ومن ذات المنصة اكد ان الظروف الدالة على فشل النظام الحالي والتطلع لاخر متوافرة، لكنه طالب بطرح شعار الشعب يريد نظاما جديدا بدلا عن المطالبة بإسقاط النظام، مشيرا إلى ان الحيرة باتت مصير المعارضين عند التطرق للبديل، وقال «إننا إذ ننادي بنظام جديد نكون اتخذنا موقفا أنضج يتجاوز مجرد الاسقاط إلى تحديد معالم البديل» ، لكن دعوات المهدي التي وصفها احد قيادات التحالف بشرط عدم ذكر اسمه بانها محبطة وتأتي دائما في وقت يكون فيه الجميع ماضون نحو التصعيد، واضاف محدثي حزب الامة احدث الكثير من التشويش والارباك داخل المعارضة، لكن المهدي بدوره يملك مبررات لما ينادي به فهو يعتبر أن إسقاط النظام وسيلة غير ان التطلع لنظام جديد يمكن أن يسمح بوسائل أخرى، يقول مصدر اخر لصيق بهيئة تحالف المعارضة ان الارتباك الظاهر علي التحالف مصدره الاختلاف حول الهدف المتفق عليه، ويمضي المصدر قائلا» حزب الامة يتحدث عن التغيير وليس الاسقاط وهو ما يجب حسمه، ولم يستبعد محدثي ابعاده من المنظومة حال استمرار موقفه الذي وصفه بالضبابي ، لكنه لم ينف حالة الانقسام حول الخيار الاخير لجهة وجود مجموعات تتخوف من ذهاب الحزب الطائفي وثقله الجماهيري نحو القصر مباشرة وعدم الاكتفاء بالمشاركة باحد انجال الامام،الا ان من يصممون علي اتخاذ موقف حاسم من حزب الامة قللوا من مخاوف الاخرين واضعين المواقف الرافضة لخط الحزب وتقاربه مع النظام، ويضيف محدثي اخبرناهم بان اتخاذ موقف واضح تجاه الامة لن يدفعه للقصر ، وتابع نحن نضع مخرجات الهيئة المركزية الاخيرة للحزب بجانب التيارات الرافضة امام اعيننا،وفي اتجاه ليس بعيدا استعرض المحلل السياسي والكاتب المعروف دكتور عادل عبدالعاطي في مقال بعنوان الخروج من عنق الزجاجة اسقاط النظام كيف ولماذا؟ مطلع ابريل 2005م موقف حزب الامة القومي واحزاب التجمع الوطني الديمقراطي من اطروحات اسقاط النظام، لاهمية احزاب التجمع وحزب الامة ضمن الخرطة السياسية السودانية، ووجود بعض الجماهير والكوادر ممن تؤيدهم، مما لا غني عنها في اي محاولة لاسقاط النظام، ويضيف عبدالعاطي سببا اخر وهو فعالية هذه الاحزاب في منطقة الوسط الشمال، التي اعتبره الكاتب اضعف حلقات العملية الداعية للتغيير في السودان، يقول عبدالعاطي ان حزب الامة الذي يحتوي علي امكانيات ثورية كبيرة، تتمثل في جماهير الانصار وشباب حزب الامة، يبدو مقيدا الي درجة كبيرة بالتكتيكات المتناقضة لقائده الصادق المهدي، والذي يبدو انه مشغول باثبات وجوده السياسي ومحاربة منافسه مبارك الفاضل او اجتذابه من جديد الي بيت الطاعة، اكثر من اهتمامه باسقاط النظام، كما يبدو انه مهموم بفكرة المؤتمر الدستوري الجامع الخيالية، والتي لا يملك امكانيات تنفيذها، بدرجة تفوق اهتمامه برؤية الضعف الشديد الذي يعاني منه النظام، والامكانيات الجبارة المتاحة لاسقاطه وتصفيته، قبل ان يطرح تساؤلا هل مراوحة وتذبذب حزب الامة، ترجع الي الضعف القيادي التقليدي لرئيسه، وخياراته غير المحسومة ابدا، ام هي نتيجة خيار محسوب يراهن علي عدم اسقاط النظام، وانما تفكيكه واعادة بنائه، والاستعانة في المستقبل ببعض اطرافه في اطار حلف عروبي اسلاموي ينوي قيادته، يواجه به الند الافريقاني العلماني الذي يتحدث عنه كثيرا ، بصورة نقدية رافضة ؟ يدفع عبدالعاطي باجابة السؤال من داخل خبر نقلته الجزيرة نت عن المهدي في العام الاول لنيفاشا حذر فيه الحكومة من انتفاضة شعبية تطيح بنظام الخرطوم إذا لم يتحقق السلام العادل والديمقراطية في البلاد قبل ان يدعو المهدي الحكومة إلى مراجعة برنامجها «بصورة ليست تكتيكية أو فوقية وإنما جذرية، وإلا سينفتح خيار النقيض الداعي إلى طرد الإسلام من السودان وإدانة العروبة لإقامة بديل مؤفرق معلمن ».
«3»
لكن المتعمق اكثر داخل حراك المعارضة لا يمكنه ان يعفي التيارات الاخري ايضا، فالمعارضة رغم حديثها المعلن عن رفض التفاوض وتلويحها باسقاط النظام، لازالت تعيد الدعوة بين الحين والاخر الي حكومة انتقالية قالت ان مبلغ همها هو ايقاف الحرب، أمس الاول طالب ممثل الحزب الشيوعي بتحالف المعارضة وعضو لجنته المركزية صديق يوسف بتكوين حكومة انتقالية برئاسة البشير هذا ما جاء علي لسان الرجل في صحيفة التيار لكن المطالب اعتبرها كثيرون داخل صفوف حزبه بانها تراجع عن الخط المعلن فالشباب لا يرون طريقا ثالثا سوي السير في طريق دول الربيع العربي، غير ان محدثي امس الشيوعي خارج المؤسسة الحزبية محمد علي خوجلي علق الامر باعتبار انه غير مدهش باعتبار انه يتسق والطريق الذي تمضي عليه القوي المعارضة التي عاب عليها عدم العمل وسط الجماهير والتحضير لشعاراتها المرفوعة ان كانت تنوي فعلا تنفيذها، واضاف اسقاط النظام ليس مشوارا يمكن القيام به، في ذات الاتجاه اعتبر المحلل السياسي حاج حمد محمد خير ان الحديث عن احزاب معارضة في هذه الوضعية التي يعيشونها خطأ، وتابع هناك احزاب داخل الحكومة واخرى خارجها لافتا الي ان الحزب الاتحادي مشارك في الحكم لكن له سهم في المعارضة وكذلك حال الامة، وختم حديثه بان اسقاط النظام يعتبر ابغض الحلال عند المعارضة لذا لا تتعامل معه بجد، لفقدانها للقواعد الاساسية من غياب ديمقراطية داخل هياكلها الي برامج سياسية وغيرها من ضرورات يجب توفرها.
ذات التساؤل حول رغبة المعارضة في اسقاط النظام طرحناه علي قطاع واسع بشبكة التواصل الاجتماعي اجمع الكثيرون حول افتقادها للقدرة بسبب غياب البرامج والخطط واختلاف المصالح في بقاء او ذهاب النظام لكن كل ماسبق لا يعني ان النظام بات في مأمن ، فربيع الشعوب تقول مراكز دراسات مختلفة ان نسائمه لم ترحل بعد، والحديث عن الأزمة الاقتصادية والضائقة التي يعيشها المواطن باتت تناقش دون همس بجانب الرسائل التي بعث بها الشعب نهار الجمعة الفائت رغم الاختلاف حول تفسيراتها الا ان المنطقة الوسطى بين الحكومة والمعارضة تقول من هتفوا «جيش واحد شعب واحد» لم يقصدوا حزبا ولا نظاما وهو ما اشار اليه المعارضون ، واعتبر النائب الاول للرئيس علي عثمان تدافع يحمل رسائل لا تعني حزبا ولا حكومة وانما وقودها كان الوطن قبل ان يزيد هناك لجان تعكف علي استخلاص العبر ودراسة الامر فهل ذهبت المعارضة في ذات الطريق ام لازالت محلك سر ؟.
(

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق