السودان ينزلق بسرعة الي الهاوية العنصرية البغيضة
ما الذي يمكن تخمينه عندما يحضر رجل الشرطة السودانية الي مسرح الحدث او
يأتي الي مكان الجريمة و يقف و هو لا يحرك ساكناً بينما الجريمة ترتكب في
وجوده و امام عينية ؟
ان اقل تقدير يمكن ان يتبادر الي الذهن هو ان الشرطة هنا تقف متواطية مع
الجناة . لا بل يمكن القول بان الشرطة كانت حاضرة هنا لحماية الجناة حتي
ينفذوا و يكملوا جرمهم تحت مظلة الشرطة و حمايتهم .
فما حدث بالامس القريب في مجمع الكنيسة الانجيلية بالجريف شرق يؤكد بما
لا يدع مجالاً للشك بأن السودان ينزلق الي قاع الفوضي العارمة . بل هو
الان في هوة عميقة لا قرار لها .
و بالاحري هو ان السودان قد بات كرة من اللهب المتدحرج الي مستنقع انعدام
القانون او انفلاته . فالقانون قد صار بيد المواطن و المواطنين اليوم
يأخذون ما يظنونه حقوقهم بأيديهم . المواطنين المختارين في السودان يجدون
من يجدون يعذرهم في أخطائهم و يسامحهم و يعفيهم . عندما يكون القانون بيد
القوي عندما الحق مع المواطن المختارين فهم يرتكبون الجرئم بلا وجل و خوف
. و كل الاخرين يعدونهم اخراً و هذا الاخر لا حق له و لا قانون يحميه او
ينصفه .
فالذي حدث في الجريف يعد جرماً فادحاً بكل المعايير الدينية منها و
الاخلاقية و حتي المعايير العرفية و الانسانية و الوطنية تحتمل الاخر .
ما حدث بكنيسة الجريف غرب هو أثارة و استفزاز للمشاعر الدينية و لا اظن
بأن الاسلام و المسلم السوي يقبل بذلك او يؤيده .
ان ما حدث من هدم و جرف و حرق للكتب المقدسة و سائر ممتكات الكنيسة
الانجيلية بالجريف غرب هو هدم لجدران المواطنة و جرح كبير في جسد التعايش
السلمي السوداني و هو شرخ عميق جداً في الروح و النسيج الاجتماعي السودان
فأين التسامح الديني و الروح الاسلامية التي تقبل الاخر من أؤلئك ؟
علي السودانيين الاخرين تحسس شعار ( الشرطة في حماية الشعب )
نعم و الشي بالشي يذكر ذلك لان أفة العنصرية قد كبرت و نضجت و ها هي
اليوم تخرج من بياتها بسمومها كاملة القتل . افة العنصرية تتنفس عن ما
بداخلها لانها ان لم تقتل الاخر فهي ستموت بسمها . أفة العنصرية غير
قادرة علي احتمال الاخرين و لا تستطيع قبولهم فان لم تقتلهم قتلت نفسها و
اهلكت ذاتها .
عليه فهي تبادربالتنفيس عن سمومها علي الاخرين حتي لا تموت بمسها . افة
العنصرية و هي لا تعنيها كثيراً مصير من تعض او تنفس فيه السم المهم هو
ان السم قاتل و ليس لضحيتها من شفيع الا الموت .
و حادثة مقتل عوضية عجبنا بالديوم ليست ببعيدة عن حدث هدم كنيسة الجريف
غرب كما سيتبادر الي الذهن فقط قد يختلف شكل و مضمون الاخراج لكن يبقي
انها رؤية العنصريون الجدد في السودان عن من يظنونه مختلف عنهم .
من يفسر لي كلام قاضي أمبدة الذي مزق بطاقة رجل الشرطة النوباوي و ليته
اكتفي بذلك لكنه في افتراء العنصريين صرخ في وجه رجل الشرطة المسكين
ناسياً كرسي العدالة حيث يجلس ليحكم بالعدل بين كل الناس بالعدل و مقتضي
القانون :
صرخ قاضي أمبدة في وجه رجل الشرطة الشاكي او المشتكي لا يهم ظالماً كان
او مظلوماً . فالمهم هو ان القاضي مزق بطاقته صارخاً في وجهه قائلاً : (
كلكم النوبة عبيد و حراميه )
فيا تري ما الذي تم او سيتم من محاسبة و حكم لضابط الشرطة الذي قتل عوضية
عجبنا التي خرجت من عقر دارها مذعورة ضجة اخيها و الشرطة في الشارع .
خرجت عوضية غرفة نومها لتلقي هتفها بسبق اصرار و ترصد علي يد ضباط شرطة (
الشرطة في حماية الشعب ) لم ترتكب عوضيه جرم او جريرة و ماذا فعلت أمها
العجوز لتصاب بجروح و رضوخ و يكسر يدها ؟
فما المسائلة التي سيستجوب بها قاضي الظلم الذي ذهب بعيداً في لغو
العنصيرية ليوصم كل النوبة بالعبيد و الحرامية ؟
اليوم ها هم يخرجون جماعات جماعات أؤلئك العنصيرين يخرجون في جو مشحون
مشتعل ملتهب هاتفين ( ( لا كنيسة بعد اليوم ، لا مسيحية بعد اليوم )
يا تري هل تبقي في السودان الفضل دولة تقيم العدل بين السودانيين اقلية او اكثرية ؟
هل لا يزال في السودان قانون يحمي حقوق الاخرين حتي لو كانوا اقلية كما يدعون ؟
اما عن الحديث عن دولة الحقوق و المواطنة فهذه لعمري بات ترف لا يجب الخوض فيه .
فيا تري ما هو المصير الذي السودان و ما شكل و لون مستقبله ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق