Osman Naway Post

Osman Naway Post
لكل الكتاب وخاصة الشباب ارحب بنشر مقالاتكم على المدونة فقط راسلونى على الايميل nawayosman@gmail.com

الأحد، أبريل 22، 2012

العبيد - بقلم صلاح عووضة

* قد يصعب عليكم تصديق ما نورده في كلمتنا اليوم من شدّة غرابته ...
* أو من شدّة (عنصريته) ...
* أو فلنقل : من شدّة (لا إسلامويته !!) ..
* والتّوصيف الأخير هذا ربما يبدو أكثر تماشياً مع أجواء المكان الذي انبثقت من بين أرجائه (الغرائبيّة !!) هذه ..
* فقد كنتُ في طريقي لأداء صلاة الجمعة يوم الأول من أمس بمسجد في الحاج يوسف (الرَّدميّة) مربع (2) ..
* وحين اقتربتُ من المسجد هذا طرقت أذني كلمة (العبيد !!) فوجمتُ ..
* ثم تأكدتُ من أنّ الكلمة (الصّادمة !!) هذه صادرة عن المسجد الذي كنتُ على بُعد خطوات منه ..
* فوقفتُ قليلاً ريثما أعي ما يعنيه إمام المسجد المذكور من كلمة (العبيد) هذه عبر مكبرات الصّوت ..
* وأدركتُ بعد هنيهة أن الإمام يقصد قادة حكومة دولة جنوب السّودان ويصفهم بأنّهم (عبيد العبيد !!) وليسوا (عبيداً !!) وحسب ..
* ثم بعد أن أحدثت كلماتُه تلك (الأثر !!) الذي كان يرجوه طفق الإمام يشرح ما كان يعنيه من توصيف لقادة الجنوب بأنّهم (عبيد !!) ..

* قال إنّه يقصد (يعني) أنّهم عبيد لسادتهم اليهود والأمريكان ..
* وبما أنّ الكلمة (البغيضة) هذه هي أصلاً من مُحفِّزات الشّعور السّالب لدى الجنوبيين تجاه الشّماليين - منذ زمن بعيد - فقد كان على رجل (الدِّين !!) ذاك أن يتجنبها إن كان ذكره لها بـ(حسن قصد !!) ..
* أمّا إن كان بـ(سوء قصد !!) - والله يعلم ما نُسرُّ وما نُعلن - فليدخر (دفاعه !!) إلى يومٍ يقوم فيه (الأشهاد !!) ..
* ومن نافلة القول أن أشيرَ - بالطَّبع - إلى أنّني يممتُ وجهي شطرَ مسجدٍ آخر وجدتُ إمامه مشغولاً بمعركة أخرى لا علاقة لها بـ(هجليج) ..
* إنّها معركة (داحس والغبراء !!) بين أنصار (القِباب !!) ومعارضيها ..
* ومن بين أرجاء مسجد (غير عاصمي) انطلق حديث (غرائبي !!) آخر لم أسمعه بنفسي - كما الأوّل - وإنّما عبر رسالة إلكترونيّة من مصلٍّ في المسجد المذكور ..
* رسالة من شخص اسمه عمّار - واكتفى باسمه الأوّل - يقول فيها نصاً بعد التحيّة :
* "إمام مسجد الجهاز القضائي بالدّمازين بدأ خطبته الأولى بما درج عليه الكثيرون من أئمة مساجدنا" ..
* و"في الخطبة الثّانية تحدّث الإمام عن الملك الرّاحل فيصل وحكاية اغتياله عقب قوله إنّه سوف يُصلي في القُدس" ..
* والغريب في الأمر - والحديث لإمام المسجد - أنّ هنالك صحفياً كتب مقالاً عنوانه (هجليج والهجيج)" ..
* "وعلى الرُّغم من قراءتي للمقال المذكور إلاّ إنّني أعدتُ قراءته مثنى وثلاث ورباع بعد انقضاء الصّلاة فلم أجد فيه ما يُريب" ..
* "هذا الإمام اسمه إسماعيل وسوف اجتهد في معرفة رقم هاتفه لمدك به علك تفهم منه ما عجزت أنا عن فهمه بما أنّك كاتب المقال المذكور" ..
* انتهت رسالة عمّار ، ولكن ما يُثار من (غرائبيات !!) في بعض مساجدنا لن ينتهي إلاّ أن يُدرك أئمتها معنى (العبودية !!) الحقّة ..
* فالحق يريد منّا جميعاً أن نكونَ (عبيداً !!) لذاته (مُخلصين له الدّين !!) ..
* لا أن نكونَ (عبيداً !!) للسلطان (مُخلصين له الطّاعة !!) ..
* فأمثال هؤلاء هم الأقرب إلى (العبودية !!) بالفهم الذي به يغمزون ويلمزون ..
* ثمّ بالفهم الذي به يوعزون بـ(القتل !!!!!) .

الجريده
صلاح عووضه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق